
في سياق حديثنا عن الألوان
لا نستطيع الحديث عنها بدقة إلا في سياق محدد
فالألوان المطبوعة تتفاعل بشكل مختلف عن الألوان الضوئية
وربما تتذكر تلك التجربة الجميلة في مادة العلوم في الصف الابتدائي
أنه إذا أدخلنا اللون الأصفر على اللون الأزرق سينتج لنا اللون الأخضر
وربما جربت هذه الفكرة في حصة التربية الفنية ولم تنجح معك
لأن طبيعة الألوان كانت مختلفة
قالوا لك أيضًا في حصة العلوم أن مزج جميع الألوان سينتج لنا اللون الأبيض كما هو لون الشمس
وربما جربت هذه الفكرة أيضًا في حصة التربية الفنية ومزجت جميع ألوانك الشمعية أو المائية وظهر لك اللون الأسود
الألوان الضوئية تختلف عن الألوان الحقيقية
حيث أن مزجها فعلًا ينتج لك اللون الأبيض
لكن الألوان المادية تمتزج في اللون الأسود
وأيضًا في عالم الكمبيوتر نتعامل مع عدة أنظمة للألوان
وأنت كمصمم قالوا لك أن التصاميم الرقمية تصمم على نظام
RGB
وأن المطبوعات تصمم على نظام
CMYK
والحقيقة أن هذه معلومات صحيحة لكنها ناقصة
فإذا ذهبت إلى عالم السينما وجدت أنظمة أخرى تزيدك تعقيدًا
ومن دواعي سروري أن أقول لك أن الموضوع أبسط من تتخيل
.
.
الألوان بطبيعتها الفيزيائية مجرد موجات كهرومغناطيسية
تمامًا كما هي موجات الأشعة السنية الإكس ري.. وتمامًا كما هي موجات الراديو وموجات الأشعة تحت الحمراء
لكن عين الإنسان تميز شريحة صغيرة من هذه الترددات نسميها الطيف المرئي
وهي تبدأ من اللون الأحمر كأخف الموجات ترددًا حتى تنتهي بالموجات البنفسجية وهي الأعلى ترددًا
لهذا السبب يسمونها تحت الحمراء وفوق البنفسجية
وقام علماء الفيزياء مشكورين برسم نموذج مثالي لجميع الألوان التي قد يراها الشخص الطبيعي
ووجدوا أن النموذج الأمثل هو نموذج ثلاثي الأبعاد ولكن هذا ليس موضوعنا
لو أخذن هذا النموذج ثلاثي الأبعاد ورسمناه رسمًا ثنائي الأبعاد لكن هذا الشكل التالي:
قد تكون رأيت الشكل وقد لا تكون
ولكن